بعد مضي 200 يوم على الحرب: إسرائيل تعجز عسكرياً وتواجه طريقاً مسدوداً
في إطار عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تمكنت هذه الفصائل من تنفيذ سلسلة من الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 354 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، وأسر مئات آخرين، بالإضافة إلى خسائر في صفوف المستوطنين، خلال العملية التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفقًا لتقرير معلوماتي أُعِدَّ، فإن إسرائيل استغرقت ساعات لتفهم الوضع بعد هذه الهجمات، وخلال يومين كاملين حاول جيشها استعادة المناطق التي دخلتها المقاومة في غلاف غزة، والتي تبلغ مساحتها حوالي 650 كيلومترًا مربعًا.
وشهدت الفترة بعد ذلك سلسلة من القصف الجوي الذي نفذته طائرات حربية إسرائيلية على نطاق واسع في قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع عشرات المجازر واستهداف عدة مرافق ومنشآت بنية تحتية ومساكن دون مراعاة للتمييز.
بعد مرور ثلاثة أسابيع من هذا القصف، شن جيش الاحتلال عملية توغل برية في القطاع، حيث دخلت الآليات العسكرية بدون مقاومة كبيرة من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، واستهدفت المرحلة الأولى من هذا التوغل محافظتي غزة وشمال غزة.
تصاعدت المعارك والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة في محاور التوغل، وركزت المقاومة على تفجير الأنفاق وشن الهجمات من مسافات قريبة، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن خسائر كبيرة في صفوف الضباط والجنود الإسرائيليين خلال فترة الشهرين.
فيما بعد، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية هجومية على خان يونس في الجنوب، محاولًا تصفية معقل لحماس والأسرى الإسرائيليين المفترض وجودهم هناك، إلا أنه بعد مواجهات دامية استمرت لأربعة أشهر، لم ينجح الجيش في تحقيق أهدافه وخسر عددًا كبيرًا من الجنود والضباط دون تحرير أسير واحد أو السيطرة على قادة المقاومة.
وعلى الرغم من محاولات الجيش الإسرائيلي لاختراق مناطق أخرى في القطاع، مثل منطقة وادي غزة، فإنه لم ينجح في تحقيق أهدافه، وظلت المقاومة تؤثر في الوضع على الأرض، وبعد 200 يوم من القتال، لم يتم التوصل إلى حلول سياسية ترضي الطرفين، مع استمرار المطالبة من جانب المقاومة بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.